مادة الإشهار من المواد الأساسية، الرصيد:  5  المعامل: 2  - الحجم الساعي الأسبوعي الكلي: 45 ساعة. نهدف فيها إلى تزويد الطالب بآليات قراءة وتفكيك الرسائل والخطابات الاشهارية ذات الطبيعة التجارية.


محتوى المادة:

التفكيـــر فـــي مـــدى تشـــابك العلاقـــة الموجـــودة بـــين الثقافـــة الاتصـــالية والصـــورة التـــي يتناقلهـــا أعضـــاء المؤسســـة بالإضـــافة إلـــى دراســـة نشـــاط مديريـــة الاتصـــال التـــي مـــن بـــين مهامهــــا التركيــــز علــــى وظيفــــة العلاقــــات العامــــة التــــي ترمــــي إلــــى تحســــين الثقــــة والتفهم من جهة ومن جهة أخرى تحسين العلاقات مع الجمهور.


يدور جدل ونقاش بين الباحثين والخبراء حول ماهية اتصال الأزمات، وهل هو حقل معرفي جديد أو مجال مشترك يلتقي فيه باحثون من تخصصات مختلفة، أو أنه أحد مجالات علم الإدارة، وفي هذا السياق ظهرت اجتهادات ترى أن اتصال الأزمات أصبح علما حديثا. لكن حتى الآن يناقش فكرة علم اتصال الأزمات ومع مرور الوقت أصبح اتصال الأزمات على حد وصف بعض الباحثين والخبراء فنا أكثر منه علما.

         ولقد كان للتقدم العلمي والتكنولوجي أثاره الإيجابية والسلبية، والتي نتج عنها حدوث الكثير من الكوارث جاءت نتيجة استخدام الإنسان الأساليب التقنية الحديثة وذلك راجع لعدم قدرته على إدارتها أو التخطيط لاستخدامها. من أجل ذلك تعالت الصيحات بضرورة وضع آليات جديدة لإدارة الكوارث والأزمات التي يتعرض لها العالم، مما نتج عنه ظهور ما يسمى بمصطلح "إدارة الأزمات" والتي ظهر جليا على الساحة السياسية والاقتصادية وأيضا الاجتماعية ومنها إدارة الأزمات التعليمية.

         وغورا في أعماق التاريخ، نجد أن الإنسان كثيرا ما واجهته أزمات على جميع المستويات، وتعددت أساليب البشرية في كيفية مواجهتها، بل والعمل على الحد منها وذلك عن طريق التخطيط الجيد القائم على وعي وبصيرة بمدركات الأمور، كما أسوق بعض الأمثلة لمعالجة الأزمات وكيفية إدارتها والتخطيط لها قبل وقوعها، وتلك الشواهد إنما هي على سبيل المثال لا الحصر.

         وفي الجانب السياسي أرى كيف عالج سيدنا "سليمان عليه السلام" الأمر مع ملكة بلقيس عن طريق إرسال الرسائل والتي دعاها فيها الإذعان والطاعة، فكان ذلك تجنبا لوقوع أزمة سياسية بين الطرفين.

         ولعل في معالجة سيدنا "يوسف عليه السلام" الأزمة الاقتصادية والعمل على التخطيط لها قبل وقوعها وأسلوبه في إدارتها. كان ذلك سببا في تجنب البلاد الأزمة الاقتصادية والتي كانت أنت تؤدي بالبلاد إلى مجاعة غذائية.

         كما أن حياة الرسول "محمد صلى الله عليه وسلم" منذ بعثته وحتى وفاته دليل واضح على حكمته وحسن تخطيطه وإدارته لتجنب الكوارث والأزمات كإدارة دعوته، تخطيط وإدارة الحروب بل إدارته وتخطيطه للقضاء على أزمة الأمية في مجتمعه وذلك بأن جعل فداء كل واحد من أسر بدر أن يعلم عشرا من أبناء المسلمين، بل تعدى الأمر ذلك بأمره" زيد بن ثابت رضي الله عنه" بأن يتعلم لغة اليهود حتى يأمن مكرهم.

         ولكن علم إدارة الأزمات لم يتأسس إلا في منتصف الستينات من القرن العشرين في دراسات (جامعة هارفارد). لكن معظم ما كتب حوله بدأ في أواخر الثمانينات. وهو علم ينتمي إلى العلوم الإنسانية مثل: علم الاجتماع، علم الاقتصاد، علم النفس، الإدارة العامة وإدارة الأعمال.

       كما ترجع بداية الاهتمام بدراسة وظائف الاتصال والإعلام أثناء الأزمات إلى عقد الستينات من القرن العشرين، حيث تنبه بعض الباحثين إلى أهمية دور الإذاعة في نقل رسائل التحذير عن الكوارث، وأهمية صياغة الرسائل الإعلامية وخصائصها أثناء وقوع الأزمة والكارثة، غير أن معظم هذه الدراسات لم تول عمليات الاتصال ما قبل الأزمة ومرحلة ما بعدها الاهتمام الكافي والوافي.

         وقد ظهرت في هذه الفترة محاولات فردية لتحليل الجوانب المختلفة لإعلام الأزمات، حيث أعد (Ewell wiliams)عام 1953م، رسالة ماجستير، تضمنت تحليل مضمون لصحيفة نشرت وسائل، تقارير وصور عن إعصار ضرب إحدى المدن الأمريكية.

         وقد قام "هاري مور" (Harry More) عام 1958م، بإعادة شرح وتحليل المواد الصحفية التي قام بها "وليامز" بتحليلها عن نفس الكارثة.

         ومن جهة أخرى، اخفق الباحثون الأوائل في إدراك الدور المزدوج للإعلام في الأزمات والكوارث، فوسائل الإعلام تقرر الأحداث وتنقل الوقائع، وفي الوقت ذاته تعمل كمنظمات رئيسية في التحضير والاستعداد والاستجابة للازمات والكوارث.

         أما فترة الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، فقد شهدت زيادة مطردة في بحوث اتصالات الأزمة، وذلك نتيجة زيادة عدد الأزمات القومية والدولية واتساع مجالاتها من جهة، وكذلك التطور غير المسبوق في تكنولوجيا الاتصال وسرعة تبادل الرسائل عبر وسائل غير مسبوقة، مما انعكس على كثافة الاهتمام ببحوث اتصالات الأزمات والكوارث.