ساهمت الأحداث والتطورات الفكرية والسياسية في نشأة علم التاريخ عند المسلمين على غرار العلوم التي كانت لها أسس خاصة ضمن المنظومة الفكرية والثقافية للحضارة الإسلامية عموما، خاصة أن ملامح التدوين جاءت تباعا لحركة التصنيف في مختلف العلوم من بينها العلوم الشرعية أو النقلية التي يعتبر علم التاريخ أحد فروعها. فهناك العديد من الباحثين ممن حاولوا إنكار أصالة علم التاريخ عند العرب ونسبه في الغالب إلى تأثير الفارسيين والإغريق وغيرهم من الشعوب التي عنت بالتأريخ لأبطالها وإنجازاتهم، لكن تبقى المعرفة التاريخية نمو طبيعي جاءت به إلى الوجود حاجات المجتمع وتتجلى فيه خصائص خاصة به.
ونظرا لمختلف الآراء حول المعرفة التاريخية عند المسلمين ومختلف المؤثرات التي ساهمت في تشكلها وتعدد اتجاهاتها فإن هذا المجال يهدف إلى معرفة عوامل نشأة الفكر التاريخي عند المسلمين، والمحطات الرئيسية للتدوين التاريخي وخصائص الكتابة التاريخية في كل مدرسة ومناهج المؤرخين فيها.
- Enseignant: SANA ATTABI