مقدمة

سيتم التطرق هنا للحضارة اليونانية فقط، نظرا لما قدمته من أفكار (دراسات الفلاسفة اليونانيين) يدخل بعضها في نطاق ما يعرف بالفكر الاقتصادي، أما الحضارة الرومانية فلم تتطرق كثيرا للأفكار الاقتصادية، بل كان اهتمامها منصبا على الحروب والتوسع وتطوير القوانين.

لقد اكتفى اليونانيون ببحث المسائل الاقتصادية عند تطرقهم لإدارة الحكم وشؤون المجتمع، وذلك لأنّ معظم بحوث فلاسفة الإغريق انصبت في المواضيع السياسية، الأخلاقية والدينية (كونهم مصلحين اجتماعيين)، وقد تميزت مجمل الأفكار الاقتصادية للحضارة اليونانية بـأنها أفكارا ليست ذو طبيعة علمية، فكل ما تمّ كتابته من فلاسفة اليونان باعتبارهم مصلحين اجتماعيين في الاقتصاد يعتبر معروفا للإنسان العادي آنذاك.

أنها دراسات تابعة لارتباطها بأبحاث الفلسفة والسياسة والأخلاق وخضوعها لعادات وتقاليد ومنطلقات أخلاقية [1].

أنها أفكارا محدودة لارتباط العمل عندهم بالعبيد، وهو الأمر الذي ولدّ لدى الأفراد الاغريق الشعور باحتقار العمل والنشاط الاقتصادي، والانصراف للتأملات الفلسفية والشؤون السياسية، فانعكس ذلك على المفكرين ولم يولوا اهتمامهم بالمشكلات الاقتصادية.

ونشير هنا أن اليونانيون هم أول من استخدم مصطلح الاقتصاد (Economicus) والذي كان يقصد به حينها فن إدارة شؤون المنزل [2].