الملكية الخاصة والثروة:
اختلفت النظرة إلى الملكية الخاصة في منتصف وأواخر العصور الوسطى مقارنة ببداية هذه الفترة، وكان ذلك نتيجة عوامل عديدة أهمها تطور الفكر الديني.
فتعاليم الآباء المسيحيين الأوائل ترى بأن الطيبات الدنيوية تتعارض مع المسائل الروحانية تعارضا لا يقبل التوفيق، فبالرغم من أنّه لم يكن هناك إنكار للملكية الخاصة إلا أنّ آباء المسيحية الأوائل اعتقدوا أنّ السعي وراء الثروة أو الغنى يعرض النفس للهلاك، وقد قال القديس "جيروم": "الغنى ظالم أو وارث لظالم"، كما أن القديس Augustine خشي "أن تصرف التجارة الناس عن السعي إلى الله"، وقد كان لهذه التعاليم أثرها الكبير على السعي لتكوين الثروة في بداية العصور الوسطى. إلاّ أنها تعرضت للهجوم في منتصف هذه الفترة واشتد الهجوم في نهايتها، وأصبح هناك تعارض شديد بين تلك التعاليم الدينية وبين نظام اقتصادي ينمو باستمرار معتمدًا على الملكية الخاصة.فبالرغم من استنكار الأغلبية لمسألة الثروة، إلاّ أنّ القديس توماس الأكويني (Thomas Aquinas) كان يميل إلى التوفيق بين مطالب الحياة الاقتصادية من جهة والمطالب الروحية للمسيحية من جهة ثانية [1].
ولقد تأثر الأكويني في ذلك بابن رشد ووجد في دفاع أرسطو عن الملكية الخاصة أساسا قويا يستند إليه في إثبات شرعية الملكية الخاصة من الناحية الأخلاقية، كما أبرز الأكويني أهمية وضرورة استخدام الملكية الخاصة من أجل المصلحة العامة، فالأكويني إذن استطاع أن يدافع عن النظام الاقتصادي القائم على الملكية الخاصة في الحدود الفلسفية للمسيحية .
الملكية الخاصة والثروة في فكر اوائل المسيحيين | الملكية الخاصة عند توماس الأكويني |
عدم تشجيع الملكية الخاصة وبناء الثروة لأنها تبعد الافراد عن فلسفة الديانة الروحية المسيحية | تأثر الأكويني في ذلك بابن رشد ووجد في دفاع أرسطو عن الملكية الخاصة أساسا قويا يستند إليه في إثبات شرعية الملكية الخاصة |