رواد النظرية ما بعد الكولونيالية
هومي ك. بابا Homi K. Bhabha (01 نوفمبر 1949)
هومي ك. بابا، باحث هندي إنجليزي و منظر نقدي وهو أستاذ الأدب الأمريكي والبريطاني في جامعة هارفرد. كما أنه من أبرز الشخصيات في مجال " دراسات ما بعد الاستعمارية المعاصرة"، وقد طور عددا من الألفاظ الجديدة في هذا المجال و المفاهيم الرئيسية مثل التهجين و المحاكاة و الاختلاف و التناقض. من أهم كتبه: أمم ومرويات (1990)، موقع الثقافة (2000).
ينطلق هومي بابا من رأي مفاده أن "موقع الثقافة اليوم لا يقع في لباب نقي، بل على حواف التماس بين الحضارات حيث تنطلق "بينية" و "هجنة[1]" و "هويات جديدة" 06[2]. أي أن الزعم القائل أن التراث "ما بعد الكولونيالي" تراث نقي هو زعم خاطئ، لأن التماس الذي حدث بين ثقافات الشعوب المستعمَرة والمستعمِرة أخرج ثقافات الشعوب من نقائها.

غاياتري شاكرافورتي سبيفاك Gayatri Chakravorty Spivak (24 فيفري 1942)
غاياتري سبيفاك، هي ناشطة ومنظرة وناقدة أدبية أمريكية من أصول بنغالية، تشغل منصب أستاذة في جامعة كولومبيا بنيويورك، عرفت بترجمة "De la grammatologie" للفيلسوف الفرنسي جاك دريدا إلى اللغة الإنجليزية. كما عرفت سبيفاك بمقالها الشهير: هل يستطيع التابع أن يتكلم؟ حيث كان هذا المقال "تحديا للعرق والعمى الطبقي للأكاديمية الغربية" 07[3]. وقت تبنت آراء سبيفاك "دراسات التابع" التي كانت محاولة "تمكين الناس في نهاية المطاف من أن يقولوا كلمتهم في الصفحات المتحفظة للتأريخ النخبوي، وأن يعبروا في إثر ذلك عن آراء المقهورين الحقيقيين، أو يجعلوا أصواتهم الخرساء تتكلم" 07[3].

إدوارد وديع سعيد Edward W. Said (10 نوفمبر 1935 - 25 سبتمبر 2003)
إدوارد سعيد، منظر أدبي فلسطيني-أمريكي. يعد أحد أهم المثقفين الفلسطينيين وحتى العرب في القرن العشرين سواءً من حيث عمق تأثيره أو من حيث تنوع نشاطاته، بل ثمة من يعتبره واحداً من أهم عشرة مفكرين تأثيراً في القرن العشرين. كان أستاذاً جامعياً للنقد الأدبي والأدب المقارن في جامعة كولومبيا في نيويورك، ويعتبر من الباحثين الأوائل الذين مهدوا لظهور النظرية ما بعد الكولونيالية من خلال كتبه النقدية ذات الطابع السياسي والثقافي.

إدوارد سعيد وما بعد الحداثة
اعتمد إدوارد سعيد على المنهج التفكيكي في تبيان العلاقة بين السرديات الغربية والتوسعات الإمبراطورية. فهو "يرى في النصوص الأدبية والروايات التاريخية تمثيلات رائعة للطرائق التي تعمل عبرها الهيمنة. وهو يستعمل "تحليله التفكيكي" لجملة من النصوص الأوروبية المختلفة لاستنفار تفسيرات التابع أملا في تعرية طرائق الإخضاع".
فالنصوص الأوروبية ساهمت إلى حد بعيد في توجيه وخدمة المد الإمبريالي، مما يؤكد العلاقة الوطيدة بين السلطة والمعرفة.
الاستشراق
يعد كتاب إدوارد سعيد "الاستشراق" أهم كتاب نقدي في مجال "ما بعد الكولونيالية"، وفيه وضح العلاقة المعقدة بين الشرق والغرب. هذه العلاقة قائمة على "التمثيل"، فالشرقي لم يتول مهمة التعريف بنفسه، بل أصبح موضوعا للبحث. "فإن عالم أبناء الشرق قد أصبح مفهوما أو يمكن فهمه، واكتسب هويته لا نتيجة لجهود أبنائه، بل نتيجة لسلسلة كاملة من الجهود القائمة على العلم والمعرفة"