الحركة النسوية
يعتبر النقد النسوي فرعا من فروع الدراسات الثقافية، وهو نقد يركز على المسائل النسوية، كالجنوسة[1]، وصورة المرأة في الأدب والإعلام والنصوص الدرامية. ويؤكد هذا النقد على أبوية المجتمع والعلم والبنى المعرفية، التي اتهمت من طرف الناقدات النسويات بأنها منحازة للذكور على حساب الإناث، مما يعزز سيطرة الرجل على المرأة في كل نواحي الحياة.
تعريف النقد النسوي
يعرفه إدوارد سعيد بأنه "تيار من تيارات نقد ما بعد البنيوية: أي نقد ما بعد الحداثة بمعنى أنه نقد لا يقترح بدائل نظرية. وإنما يهدف إلى تحويل المفاهيم والمصطلحات الشائكة، وتطويعها، لخدمة أهداف جديدة مختلفة ترى في النص النسوي أدبا قائما بذاته".
يطلق مسمى "النقد النسوي" على النقد الذي يهتم بتاريخ المرأة، وصورة المرأة في البنى المعرفية التي تعلي من قيمة الرجل على حساب المرأة.
نشأة النقد النسوي
ظهر النقد النسوي كخطاب مكتمل في ستينات القرن الماضي، واعتمد على حركة تحرير المرأة في العالم الغربي. وتعد فيرجينيا وولف من رائدات حركة النقد النسوي "حيث اتهمت العالم الغربي بأنه مجتمع "أبوي" منع المرأة من تحقيق طموحاتها الفنية والأدبية إضافة إلى حرمانها اقتصاديا وثقافيا" 08[2]. وتعد سنة 1969 بداية تفجر الكتابات التي تعالج قضايا المرأة، لكن هذا النقد في العالم الغربي لا يتبع نظرية محددة، وإنما تتسم ممارسته بتعدد وجهات النظر ونقاط الانطلاق وتنوعها.
أما في فرنسا فقد تزعمت الحركة سيمون دي بوفوار حينما أصرت على أن تعريف المرأة وهويتها تنبع دائما من ارتباط المرأة بالرجل، فتصبح المرأة آخرا (موضوعا ومادة) يتسم بالسلبية بينما يكون الرجل ذاتا سمتها الهيمنة والرفعة والأهمية.
الخلفية الفكرية للنقد النسوي
يستفيد النقد النسوي من النظريات النفسية والماركسية ونظريات ما بعد الحداثة عموما. وعلى الرغم من نزعة التعدد التي يتسم بها النقد النسوي إلا أن هناك مفاهيم معينة تجمع هذا الشتات.
خصائص النقد النسوي
إن الثقافة الغربية هي ثقافة الذكر (الأب). أي ثقافة تتركز على المذكر الذي يحكمها، ولذلك فهي تنتظم بطريقه تهيئ هيمنة الرجل ودونية المرأة. هذه الهيمنة أفضت بالأنثى إلى تبني الهيمنة الذكورية، والبنية الأيديولوجية. فأصبحت ترى دونية نفسها كبديهية مطلقة.
إن مفهوم الجنس النوعي هو بنية ثقافية انتجتها التحيزات الذكورية السائدة في الثقافة الغربية، حيث يتسم الذكر بالمغامرة والإيجابية والإبداع، بينما تتصف الأنثى بالسلبية والرضوخ والارتباك والتردد والعاطفية، واتباع العرف والتقاليد.
اجتاح الذكر الأبوي والأيديولوجية الذكورية كافة كتابات الثقافة الغربية. وتجسدت هذه الأفكار في الأعمال الأدبية، وهذه السمات التي تكرس الفكر الأبوي تُغرّب المرأة وتجندها من حيث لا تدري ضد نفسها.
انحازت مقولات النقاد والنقد الأدبي لجنس الذكر بشكل كامل.
النقد الجينثوي عند إيلين شوالتر
النقد الجينثوي[3] هو النقد الذي يعنى على وجه التحديد بإنتاج النساء في كافة المجالات. وأهم سمات هذا الاتجاه النقدي تتلخص فيما يلي:
تحديد وتعريف موضوع المادة الأدبية التي تكتبها المرأة وكيف اتصفت هذه الكتابات بسمة الأنثوية و عالم المرأة المحلي (البيت)، وتجارب الحمل والوضع والرضاعة.
الاهتمام باكتشاف تاريخ أدبي للموروث الأنثوي.
محاولة إرساء صيغة التجربة الأنثوية المتميزة أو "الذاتية الأنثوية" في التفكير والشعور والتقييم وإدراك الذات والعالم الخارجي.
محاولة تحديد سمات (لغات الأنثى) ومعالمها، أو الأسلوب الأنثوي المتميز في الحكي والمكتوب، وبنية الجملة، وأنواع العلاقات بين عناصر الخطاب وخصائص الصورة المجازية والخيالية.