لقد كان للشعر دور طلائعي في
قيادة المجتمع الجاهلي، والتعبير عن وجدانه الجمعي، ورؤاه،
وأشواقه، واحتلّ الشاعر الجاهلي مكانة مرموقة
في ظلّ هذا البناء الاجتماعي، إذ
هو الحافظ لأحلام القبيلة وآمالها،
المعبّر عن تطلعاتها، والقادر على
تحويل ركام الواقع من حوله
إلى حياة؛ واتخذت النزعة القبلية مركزا تجسّد في الولاء الكامل
للقبيلة، واتصلت بالفخر
القبلي، الذي سعى إلى تأكيد الذات الجماعية، وذوبان (الأنا) في (نحن) واستطاعت العصبية أن تخلق
مركزية أخلاقية وإنسانية، تسعى إلى التوازن بين
القوّة المجردة والحقيقة، في غياب الدولة المركزية التي يأمن فيها الفرد على نفسه، في بيئة ينام
فيها الفرد وأعينه مفتوحة، وهو وسط القبيلة.
- Enseignant: LAICHE SAADOUNI