يمكن تعريف فلسفة التاريخ بأنَّها التدوين القصصي لمجرى شؤون العالم كله أو جزئه رهانها التقصي والبحث، وهي الإخبار بالوقت والزمن والحوادث الماضية وقد أصبحت تُدرس في مختلف الجامعات والمعاهد لديها موضوعاتها ومناهجها ودارسوها ومؤرخوها، فقد صارت فرعاً من فروع المعرفة الإنسانية، وقد اهتم الفلاسفة والمفكرين منذ العصور اليونانية بفلسفة التاريخ وإن غلب عليها هنا تعظيم دور الآلهة في صناعة التاريخ، وهو ما يعرف بالتفسير الأسطوري والخرافي، وفي مقابل هذا التصور اللاهوتي نشأ في الثقافة العربية الإسلامية تفسير إنساني وإن كان منبته ديني مع ابن خلدون في كتابه المقدمة والذي كان يعلي من قيمة العقل والإنسان في التدبر وصناعة التاريخ، وهذه النزعة الإنسانية التي ارتبطت بفلسفة التاريخ استمرت مع المؤرخ جان باتيستا فيكو في عصر الأنوار على إثر محاولته تحرير التاريخ من أصوله اللاهوتية المسيحية.

معلومات الا