يعد علم الاتصال من العلوم حديثة النشأة، وهو مدين في وجوده لعدة تخصصات كالرياضيات، علم النفس، علم الاجتماع، المنطق، اللسانيات...الخ، حيث تأخذ دراسة هذه الظاهرة الإنسانية وجهات متعددة. فالاتصال كممارسة بشرية قديم قدم الإنسانية نفسها، لكونه يتصل بالصفات الإنسانية والاجتماعية والنفسية لها، ولكونه أيضا يشكل احد المقومات الرئيسية لقيام المجتمعات وتطورها، واستمرار الحياة الإنسانية، اذ يعد على حد تعبير دوركهايم "مخ المجتمع" وعصب الحياة وأوكسجانها الاجتماعي. الشيء الذي جعل الظاهرة الاتصالية موضوع بحث للعديد من التخصصات العلمية. وعلم الاتصال لم يظهر في البداية كعلم مستقل قائم بذاته وانما كان مرتبطا بالعلوم الاخرى وتطور نتيجة للجهود العلمية المبذولة من طرف الباحثين المنتمين لحقول المعرفة الإنسانية والاجتماعية المتعددة، فهو كعلم تتمثل خصوصيته في طابعه "العابر، المتعدد والما بين تخصصي (متعدد التخصصات) فهو النقطة التي تصب وتلتقي فيها العديد من العلوم".