Section outline

  • يعتبر الكتاب أول وسائل الإعلام ظهورا وظل كذلك قرونا على تعدد صوره وأشكاله، وأول هذه الصور الكتاب الآشوري القديم في حضارة بلاد ما بين النهرين التي تعتبر مهد الكتابة من خلال استخدام قوالب من الطين على شكل ألواح توضع في النار أو تعرض للشمس كي تكتسب صلابة. أما الصورة الثانية فتتمثل في الكتاب المصري القديم، الذي كان على شكل لفافة من أوراق البردي المصنوعة من نبات البردي الذي ينمو على ضفاف نهر النيل، الشكل ذاته بقي عليه الكتاب في الحضارتين الإغريقية والرومانية من خلال استيراد أوراق البردي من مصر. وحملت الحضارة الصينية معها شكل ثالث للكتاب القديم المصنوع من الخشب (ألواح خشبية)، كان يحفر وينحت عليها بأداة حادة، كما أن الحضارة الصينية وفي مرحلة متقدمة كان السباقة في استخدام الحرير بسبب مرونته في الكتابة، كبديل للخشب. 

    وفي بداية القرن الثاني قبل الميلاد استخدمت شعوب آسيا الصغرى الرق للكتابة، وهذا بعد رفض المصريين بيع أوراق البردي، فاتجهوا نحو استخدام الرق كمادة للكتابة، حيث يصنع من جلود الحيوانات، وخاصة جلود الماعز، ويمتاز الرق عن ورق البردي بإمكانية الكتابة على الوجهين، وكذلك سهولة طيه في شكل كراس أو دفتر كأول شكل للكتاب المعروف لدينا. كما أن الانتقال من شكل الكتاب الملفوف إلى شكل الكتاب الكراس، ومن البردي إلى الجلد والرق، ومن هذا الأخير إلى الورق الذي صار مادة أساسية في صناعة الكتب في القرن الخامس عشر.

    وعاد الصينيون مرة أخرى وكان لهم الفضل في اختراع الورق من الخرق البالية وأشجار التوت، وانتقلت صناعة الورق عبر الحضارة الإسلامية، إلى أوروبا، كان ذلك في القرن الحادي عشر ميلادي، فكان شكل الكتاب الورقي المخطوط باليد، ومع ظهور الطباعة ساهمت في  زيادة الإنتاج الفكري، نتج الكتاب الورقي المطبوع،  الذي ظل قرونا طويلة على حاله، مع بعض التعديلات الطفيفة في ملامحه؛ إلى أن ظهرت وسائط جديدة لتخزين المعلومات وعرضها، من مصغرات فلمية، وأفلام سينمائية، أشرطة وأقراص ممغنطة، وصولا إلى الكتاب الالكتروني بمختلف صيغه وأشكاله.