يشكّل التراث الأدبي معطى معرفيا أنتج في فترة زمنية محددة، لذلك يعدّ الحديث عنه حديثا عن أسئلة الاقتراب منه، ومع كلّ سؤال يُراكم التراث الأدبي مفاهيمه المتعددة والمتنوعة، التي تعبّر عن حيويّته التاريخية وحركيتها؛ التي تجعل منه خطابات مفتوحة على التحوّلات السياقية المنتجة له. لهذا يطرح سؤال مقاربة التراث الأدبي -من منظور القراءات النقدية الجديدة -في كلّ مرحلة تاريخية قدرة التفكير النقديّ على تمثُّل جديد له، وحسن الإصغاء إليه والتمعن في طريقة بنائه.  وهو وضع لا يتمّ بمجرّد التفكير في القراءة والتحليل سعيا إلى البحث عن المفهوم الجديد له في وضعيّته الجديدة، إنما يحتاج الأمر إلى منهج يمكّن القارئ/ الناقد من الولوج إليه لسبر أغواره والبحث عن الوجوه الخفية للمعرفة الأدبية التراثية، ومدى تسرّبها في الأنساق الأدبية المعاصرة. 

       ولما كانت قراءة التراث الأدبي جزءا من مشروع قراءة التراث العربي؛ كونها إشكالية ثابتة في جدال الحاضر مع الماضي، والحاضر مع المستقبل وكذلك جدليتها مع الآخر، فإنها لا تتحقق إلا إذا تمكن القارئ/ الناقد من الوعي بقيمة الذات ودورها في صياغة أسئلة جديدة، التي تقتضي بدورها مناهج نقدية مناسبة تهدف إلى بناء مشروع نقدي (حداثي) عربي أي وضع أسس واعية لبناء قراءة نقدية حداثية. ووعيا منّا بالاستقطاب اللافت الذي يمثّله حضور التراث الأدبي في القراءات النقدية الجديدة، خاصة إذا وُضع بجانب سؤال القيمة المضافة للإبداع الأدبي في المنجز التراثي العربي، كان ذلك هو معين الإشكاليات التي نروم بسطها وهي:

-        ما طبيعة التراث الأدبي وحدوده؟

-        ماهي الأليات التي اعتمدتها القراءات النقدية الجديدة في دراسة التراث الأدبي؟

-        ماذا أضافت القراءات النقدية الجديدة للتراث الأدبي؟ 

-        ألا يمكن مقاربة التراث الأدبي بطريقة ممنهجة تحاول التأسيس لقراءة نقدية عربية؟

أهداف المادة العلمية :

-      مساءلة النصوص الأدبية القديمة واستقرائها، والكشف عن خلفياتها وموجّهاتها.

-       إعادة تنشيط التراث الأدبي ضمن آليات القراءات النقدية الجديدة.

-      معرفة حدود التمايز والاختلاف بين القراءات النقدية الجديدة للتراث الأدبي والنقد العربي القديم.

-      الدعوة إلى تأسيس خطاب نقدي عربي؛ يؤسس لقراءة نقدية عربية.

محاورالمادة العلمية :

المحور الأول: الإطار المفاهيمي والمرجعي: التراث الأدبي، القراءة النقدية الجديدة، المنهج النقدي.

المحور الثاني: التراث الأدبي والقراءات النقدية الجديدة: إعادة المساءلة؟ (التراث الأدبي وسلطة الخطاب، التراث الأدبي وتجاوز المقدس، التراث الأدبي والهوية، التراث الأدبي والصدمة الحضارية، إشكاليات قراءة التراث الأدبي وآليات تأويله).

المحور الثالث: مقاربة التراث الأدبي من منظور القراءات النقدية الجديدة (دراسات تطبيقية).

 المحور الرابع: نحو ترسيم مشروع قراءة نقدية عربية: هل حان الوقت لمجانبة السيرورة الحضارية؟، (قراءة في جهود النقاد العرب المحدثين).