في عصر هلدريك انتصر البربر على قائده أومير، وأخذوا بذلك حريتهم. وكانت محاولات الوندال لإخضاعهم تذهب هباءا. أثارت هذه الهزائم نبلاء الفاندال، فخلعوا هلدريك وقدموا عليهم زعيماً اسم جيلمير فخلع جيلمير هلدريك، وألقاه في السجن ثم حكم مكانه. واستنجد هلدريك بيوستنيانوس الأول ولإنه كان مشايعاً للروم على مذهبهم، بينما جيلمير كان أريوسياً. وأراد يوستنيانوس أن ينجد هلدريك لأنه كان يطمع في استرداد المقاطعات التي كانت قد تساقطت من الإمبراطورية الرومانية في غربي أوروبة وشمالي إفريقية [i]، و بالفعل كان ذلك في سنة 533 م لما استولوا علي قرطاجة ليفر جلمير الي جبال البربر لكن  الروم حاصروه ثلاثة أشهر  واخيرا طلب الأمان لنفسه من الروم. فأمنوه واستسلم لهم. وذلك سنة534 م وباستسلامه انتهت دولة الوندال[ii].

كانت ثورات البربر ناشئة عن سوء سياسة خلفاء جنسريق لانهم اهملوا واساؤوا واستغلوا البربر ولقد لعبت الفوضى من بعده كثيرا. ويرجع السبب الأول في ذلك إلى أن البربر الذين لم يكونوا راضين عن حكم الرومان، لم يكونوا راضين عن حكم الفاند