قسم الدرس التعليمي اللغوي الحديث مجالات تعليم اللغة إلى أربع مهارات هي؛ القراءة والكتابة والاستماع والكلام، والتعبير داخل فيها، متوزع ما بين الكتابة والكلام، فهو يمتاز من بين فروع اللغة بأنه غاية وغيره وسائل مساعدة ومعينة عليه، فالقراءة تزود القارئ بالمادة اللغوية والثروة الفكرية والثقافية، والنحو وسيلة لصون اللسان والقلم عن الخطأ في التعبير، والإملاء وسيلة لرسم الكلمات رسما صحيحا...وجميعها أدوات للتعبير.

ينقسم التعبير إلى نوعين، شفهي وكتابي، والأول أسبق من الثاني؛ إذ المشافهة أسبق من التدوين، والفكر البشري عموما ينطلق من المشافهة ويتطور شيئا فشيئا إلى الكتابة، 

وإذا ما عدنا للتعبير الشفهي بعده شكلا من أشكال التواصل والاندماج المفعّل للقدرات الذهنية في إنتاج اللغة أثبتا  الحضور الفعلي للمتكلّم،  الذي يوظف أنماط التعبير المختلفة، حيث إن جانب التحدث باستعمال اللغة المنطوقة هو وسيلة اتصال فورية، فهو خصب متعدد المجالات نذكر منها: فن الإلقاء، والعرض، والمحادثة والمحاورة  والمداخلة والمقابلة، بالإضافة إلى التعليقات، والخطب،، والمناظرات، والإجابة عن الأسئلة....

كذلك يضعنا التعبير الشفهي في قلب التاصل والتفاعل والانماج في المجتمع، كما يمكن مستعمله من التعبير عما يختلج فكره ووجدانه، ما يجعله ذا أهمية بالغة على المستوى النفسي والوجداني والتربوي، وكذا المعرفي، والمنهجي والإبداعي، فإن تمكن مستعمله اللغة من اتقان فنياته فقد حقق وظيفيتين مهمتين من وظائف اللغة، واحدة التعاملية وأخرى التفاعلية.