الملتقى الوطني الثامن في الادب والمنهج
الخطاب الادبي الشعبي الجزائري في ضوء المناهج انقدية الحديثة والمعاصرة
يوم الثلاثاء 12 افريل 2022
- معلم: Dr Cheouki ZEGGADA
إشكالية الملتقى:
مثّلت اللسانيات على اختلاف نظرياتها وتصوّراتها رافدًا نوعيا لتأسيس الممارسة التّعليمية التعلُّمية وتأصيلها، في لحظة أدرك فيها المشتغلون في حقول المعرفة ضرورةَ تجاوز التخصّص وأحادية البعد المعرفي إلى تكاملٍ معرفيّ يأخذ في الحسبان شموليةَ التنشئة الاجتماعية، بما يضمنُ، في إطارها، تنميةً لغوية ناضجة، تمثّل أبعادَ اللغة باعتبارها أداةَ فهم وإدراك، من جهة، وأداةَ تعبيرٍ وتفكير فإنتاجٍ معرفي من جهةٍ ثانية. ومن ثمّ التعامُلُ معها على أنّها إطارٌ حضاري يرسمُ معالِمَ الهوية والأمن الثقافي؛ باعتبارهما خصوصية اجتماعية وثقافية وتاريخية من جهة ثالثة.
إنّ التعليمية أحد العلوم التطبيقية التي ينبغي لها أن تشكّل أكبر شاغلٍ في حياة المجتمعات، من حيث كونها المجال المعرفي الخصب الذي يمثّل خلية تفكيرٍ وتدبير تهدف إلى التحكّم في تحصينِ ما يتمّ تحصيله من المعارف، ومن ثمّ تطويرها بتحديث آليات الاكتساب والتفكير لحلّ المشاكل التعليمية بأقل التكاليف. ذلك يعني من زاوية أخرى رسم استراتيجيات للاستثمار في الإنسان؛ باعتباره المُعْنَى بالتكوين وتفعيل إمكاناته بما يضمن تطويرَه مع الحفاظ على خصوصياته الإنسانية، التي تؤهّله لتأدية أدواره الخاصة والعامّة في مجتمعه.
لذلك عُنِيَتِ التعليمية، بوصفها علما للتعليم، بجملةٍ من المشاريع الاجتماعية الحيوية المنتظمة في إطار مدوّنة بحثية، جوهرُها إعداد الفرد وما يتّصِلُ به- مُتَعَلِّمًا- في مراحِلِ نشأته ونموّه، فهي، على ذلك، مشاريعُ من الأنشطة الفكرية المُجَارِية لمراحل نموّ المتعلّم؛ بِهدَف تنظيم قدراته وتأصيلِها وفقًا لضوابط مخصوصة على نحوٍ من المرافقة، والدّفع بها نحو تغيّر معتدل، يقتصِدُ في الجهد المادّي والزّمني، ويعمل على رفْع منْسُوب التّحصيل.
وحيثُ إنّ المُدَوَّنةَ المستهدفة بالتّعلُّمِ فالتحصيلِ ثابتٌ ومُتغيّرٌ، فلقد بات من الطبيعي الاحتكامُ إلى منهاج تعليمي يراعي القاعدةَ والاستثناء في التنمية اللغوية والاجتماعية والنفسية والجسمية بما هي أنظمةٌ متتامة، تتوخّى الاستثمارَ في الإنسان، وتهيئتَهُ لأداء وظيفة مجتمعية باعتبار الانتماء. ممّا يطرَحُ مسألة النّجاعة في ممارسة التعليم بحْثا عمّا يحقّقُ الجودةَ، وما يتجاوب طرديّا مع تكوينٍ نوعيّ يعملُ على توظيف الوسائل التّعليمية المناسبة في فضاء تعليمي يتجاوب، من جهته، مع الفضاء اليومي الذي تغزوه الرّقمنة، وهو ما يدفعُ بالضرورة إلى تأطير المدوّنة الرّقْمية وتوظيفها إيجابيّا؛ بوصفها مجالاتِ انتفاع وتدعيم للعملية التعليمية التعلّميّة.
رئيس الملتقى
الدكتور عبد الرحمن جودي
- معلم: ABDERRAHMANE DJOUDI