التعريف بالمحتوى
يعدّ مقياس النص المسرحي المغاربي من المقاييس المهمة؛ كونه يركّز على أحد الفنون الفاعلة في المجتمع المغاربي، وهو فن المسرح. وقد نزعت هذه التجربة مغاربيا إلى تأصيل ممارستها حين تمّ ربطها بجذورها التراثية، والانفتاح على الأشكال الفرجوية ما قبل المسرحية سواء العربية أو المغاربية نفسها، مثل: الحلقة، والبساط، وسلطان الطلبة، والسامر، والقوّال/ المدّاح، وعرائس القراقوز... وغيرها من الأشكال ذات الطابع الاحتفالي، الذي يكشف عن وعي المغاربة بالظاهرة المسرحية؛ لأنّها، أساسا، تعبّر عن الصراعات الاجتماعية، وانشغالات المجتمع واهتماماته وحتى تطلّعاته...
وقد تبنّت التجربة المسرحية في محاولتها التأصيلية عدّة دعوات وبيانات، منها دعوة يوسف إدريس (مسرح السامر)، ودعوة علي الراعي (المسرح الارتجالي)، ودعوة سعد الله ونوس (المسرح السياسي)، ودعوة عد القادر علولة وعبد الكريم برشيد (المسرح الاحتفالي)، ليكشفوا في الأخير عن قوالب فنية، تنمّ عن خصوصية التجربة المسرحية المغاربية، التي تنهض بمشروع طموح يرمي إلى إرساء قواعد جديدة في قراءة المنجز المسرحي المغاربي.
ولكشف النقاب عن هذه التجربة، وُضعت جملة من الدروس، تمّ الالتزام فيها بما هو مقرر في المقياس بالنسبة للسنة الثالثة، شعبة الدراسات الأدبية، في محاولة تكثيف وتلخيص المضامين ليسهل على الطالب استيعابها وفهمها، ورغم ذلك، حاولنا الاختصار في الوقت ذاته وتكييف حجم الدرس ليناسب الفئة المستهدفة.