Section outline
-
مدخل مفاهيمي إلى علم الكتاب والببليولوجيا
1. مقدمة في الببليولوجيا: علم الكتاب أو علم النص المكتوب
2. مكانة الببليولوجيا ضمن علوم الإعلام والاتصال
الببليولوجيا التاريخية:
3. تاريخ الكتابة ومراحل تطورها
4. أدوات ومواد الكتابة
5. ميلاد حضارة الكتاب
6. تطور حضارة الكتاب في العصور القديمة
7. تاريخ الكتاب في العصور الوسطى
8. تاريخ الكتاب في الحضارة الإسلامية
9. صناعة الكتاب والنشر في العصر الحديث
10. مناهج البحث في الببليولوجيا
11. القياسات الوراقية (الببليومترية)
12. الأنشطة ذات العلاقة: السيانتمتري، الأنفومتري، ليكسيكومتري
13. منهج القياسات الوراقية (الببليومترية)
14. قوانين القياسات الوراقية (الببليومترية)
15. قياس الإستشهادات المرجعية. -
مما لا شك فيه ان الكثير من العلوم تتداخل فيما بينها، فالعديد من اللغات والتخصصات تتشارك في مصطلحاتها ومحتوياتها، الأمر ذاته بالنسبة للبيبليولوجيا فهي كعلم متفق عليه تهتم بفن الكتابة، صناعة الكتاب، النشر وبث بيانات حول مختلف العلوم والمعارف، فنحن اليوم لسنا في حاجة فقط إلى البيبليوغرافيا، التي تصف الكتب، بل إلى علم يهتم بالجوانب الفنية والتقنية للوثائق والمعارف المرتبطة بصناعة الكتاب والمعلومات، وبالتوثيق الذي لا يزال منذ أكثر قرن من على الحالة التي وجد عليها.
فالبيبليولوجيا علم يرتبط ويتناسق مع جميع العلوم خاصة العلوم التي تتسم بالعموميات على غرار علم المكتبات، البيبليوغرافيا، والطباعة، وكذلك كل العلوم الأخرى المدونة، أو التي في حاجة إلى تدوين، وبالرغم من هذا فإن الكثيرين ممن يصعب عليهم استيعاب مفهوم البيبليولوجيا، خاصة وانه علم عام يتضمن مجموعة منظمة ومرتبة من البيانات والمعلومات المرتبطة بإنتاج، تخزين، تداول، واستخدام كل ما هو مكتوب، والوثائق بكل أنواعها، فهذا العلم يقودنا إلى التفكير بعمق أكبر في القواعد التي تحكم وتضبط كل ما يرتبط بالكتاب بمفهومه العام، كما أن هذا العلم يسمح بتحديد التطورات الجديدة التي عرفها الكتاب وكيفية التمكن من التقنيات الحديثة التي تسعى هي الأخرى إلى تجاوز تحديات العصر.
-
إن تاريخ المعلومات والمكتبات، هو نفسه تاريخ لتطور الكتابة، وتطور أوعية التفكير، وقنوات الاتصال، تطور بدأه الإنسان بالكلمات المنطوقة، ثم بتمثيل هذه الكلمات برموز مرئية، هي تلك الكتابات في مراحلها الأولى، التي هي عبارة عن صور محفورة على الصخور، أو الأحجار، أو الخشب، أو المعادن، أو الصلصال، أو أي مادة أخرى متوفرة.. ثم كانت الكتابة مخطوطة على ورق البردي أو الرق أو الجلد. ثم الكتابة مطبوعة على الورق، وبعدها الكتابة مسجلة على الوسائل الالكترونية الحديثة، كالأسطوانات، والأقراص الممغنطة وغيرها من الوسائط التي ظهرت مع ثورة الاتصال والمعلومات المعاصرة.
-
يعتبر الكتاب أول وسائل الإعلام ظهورا وظل كذلك قرونا على تعدد صوره وأشكاله، وأول هذه الصور الكتاب الآشوري القديم في حضارة بلاد ما بين النهرين التي تعتبر مهد الكتابة من خلال استخدام قوالب من الطين على شكل ألواح توضع في النار أو تعرض للشمس كي تكتسب صلابة. أما الصورة الثانية فتتمثل في الكتاب المصري القديم، الذي كان على شكل لفافة من أوراق البردي المصنوعة من نبات البردي الذي ينمو على ضفاف نهر النيل، الشكل ذاته بقي عليه الكتاب في الحضارتين الإغريقية والرومانية من خلال استيراد أوراق البردي من مصر. وحملت الحضارة الصينية معها شكل ثالث للكتاب القديم المصنوع من الخشب (ألواح خشبية)، كان يحفر وينحت عليها بأداة حادة، كما أن الحضارة الصينية وفي مرحلة متقدمة كان السباقة في استخدام الحرير بسبب مرونته في الكتابة، كبديل للخشب.
وفي بداية القرن الثاني قبل الميلاد استخدمت شعوب آسيا الصغرى الرق للكتابة، وهذا بعد رفض المصريين بيع أوراق البردي، فاتجهوا نحو استخدام الرق كمادة للكتابة، حيث يصنع من جلود الحيوانات، وخاصة جلود الماعز، ويمتاز الرق عن ورق البردي بإمكانية الكتابة على الوجهين، وكذلك سهولة طيه في شكل كراس أو دفتر كأول شكل للكتاب المعروف لدينا. كما أن الانتقال من شكل الكتاب الملفوف إلى شكل الكتاب الكراس، ومن البردي إلى الجلد والرق، ومن هذا الأخير إلى الورق الذي صار مادة أساسية في صناعة الكتب في القرن الخامس عشر.
وعاد الصينيون مرة أخرى وكان لهم الفضل في اختراع الورق من الخرق البالية وأشجار التوت، وانتقلت صناعة الورق عبر الحضارة الإسلامية، إلى أوروبا، كان ذلك في القرن الحادي عشر ميلادي، فكان شكل الكتاب الورقي المخطوط باليد، ومع ظهور الطباعة ساهمت في زيادة الإنتاج الفكري، نتج الكتاب الورقي المطبوع، الذي ظل قرونا طويلة على حاله، مع بعض التعديلات الطفيفة في ملامحه؛ إلى أن ظهرت وسائط جديدة لتخزين المعلومات وعرضها، من مصغرات فلمية، وأفلام سينمائية، أشرطة وأقراص ممغنطة، وصولا إلى الكتاب الالكتروني بمختلف صيغه وأشكاله.